رجل مافيا يحرق 2 مليون دولار من اجل تدفأة ابنته

شاع صيت بابلو اسكوبار في هذا العصر بعد انتشار قصة احراقه مليوني دولار من اجل ان يدفىء ابنته من البرد وحتى يستخدم النيران ايضا في الطبخ اثناء اختباءه في الجبال اثناء مطاردة الشرطة له .
اما القصة حول حرق الدولارات فقد تحدث عنها ابنه الذي غير اسمه وهاجر الى الارجنتين ليستقر فيها بعيدا عن كولومبيا التي شهدت مقتل والده .. وجاء في هذه المقابلة التي اجرتها مجلة "دون جوان" الكولومبية مع ابن اسكوبار امور غاية في الطرافة والغرابة عن والده الذي كان يحظى باحترام واسع من قبل الفقراء الذين كان يوزع عليهم الاموال بكثرة .. يذكر ان حكومة كولومبيا رفضت انذاك عرضا من اسكوبار لتسديد كامل ديونها الخارجية مقابل عدم مطاردته.
من هو بابلو اسكوبار ؟
هل سبق لك وأن سمعت عن بابلو إسكوبار، أحد أبرز تجار المخدرات في كولومبيا؟
ولد بابلو في كولومبيا عام 1949 وتوفي في ميدلين عام 1993 . تم تصنيفه كأكبر تاجر مخدرات في العالم وقد صنفته مجلة الفوربس كسابع أغنى رجل في العالم , حيث كان مجموع أمواله 4 مليار دولار جمعها من بيع المخدرات وغسيل الأموال
روبن هود حقيقي..
ارتبط اسم بابلو اسكوبار طوال سنوات بالعنف والكوكايين, فقد  سيطر اسكوبار على إمبراطورية المخدرات عبر التهديد والرعب، ولكنه أطعم الفقراء في بلاده أيضا، ومنحهم مساكن ومدارس ومستشفيات و عرف بقدرته على استغلال التعطش الأمريكي لاستهلاك الكوكايين.
عبر أسلوبه الشهير بقتل كل من يقف في طريقه، تمكن اسكوبار من تحويل صناعة الكوكايين في كولومبيا إلى مصدر عادات بقيمة مليارات الدولارات و أقام شبكة لتوزيع المخدرات صنعت إمبراطورية كوكايين لم يسبق لها ما جعله يستحق لقب عراب الكوكايين.
قاتل لا يرحم ..
كان اسكوبار صاحب تكتيك لامع يتبع استراتيجية حماية عملياته في كولومبيا، لتطوير عمليات التهريب إلى الولايات المتحدة، ما مكنه من إدخال كميات من المخدرات أكثر من أي مهرب آخر في تلك الفترة.
يقول وليم غيت عن اسكوبار و" هو عميل خاص " : " كان بابلوا اسكوبار زعيم للمافيا، هو مهرب لا يعرف الرحمة، ربما قتل عدد أكبر من الناس بالمقارنة مع أي مهرب آخر في تاريخ كولومبيا. أي أنه قاتل لا يرحم. لم يكن بابلو اسكوبار مجرد مهرب عادي، بل سيبقى في تاريخ كولومبيا لأكثر من مائة عام"
شخصية فريدة ..
تصرف اسكوبار بازدواجية واضحة كغيره من زعماء المافيا، إذ كان مهرب مخدرات دموي مطلوب لحكومتي كولومبيا والولايات المتحدة، إلا أنه كان في الوقت نفسه زوج ووالد صالح وفاعل خير يخلق العديد من فرص العمل ويبني المساكن والمستشفيات والمدارس، ومراكز ترفيه لأبناء منطقته.
تميز صعود اسكوبار في أطر الجريمة عبر العنف الشديد. كان شاب طموح ولكن الأهم من ذلك هو أنه كان فذا، يعرف ماذا يريد، ولا يسمح لأحد بأن يقف في طريقه  فبأقل من 10 أعوام تحول اسكوبار من لص صغير إلى مجرم دموي يقتل بالأجرة.
حبه للمال والسيارات السريعة دفعه إلى الاشتراك مع قريبه غوستافو غابيديا إلى تهريب أول كمية من الكوكايين في سيارة مستأجرة. البروفيسور وليم بروس: عندما كان بابلو اسكوبار في العشرينات من عمره، كان يستمتع بسرقة السيارات أو الدراجات أو ما شابه ذلك، حتى تنبه إلى أنه يستطيع جمع مبالغ أكبر عبر تجارة المخدرات.
وهكذا انطلق بابلو اسكوبار من بدايته المتواضعة ليتحول إلى أهم وأغنى زعيم لتهريب المخدرات في العالم
السياسة  .. بداية النهاية
وقف اسكوبار في دائرة الضوء السياسية لفترة وجيزة، إذ عمل أعداءه السياسيين والصحافة على الكشف عن مصادر ثروته. رانس: أعتقد أنه سمع بأولئك الذين يعيشون خارج التيار الرئيسي للمجتمع الكولومبي، ولا شك أنه كاد ينجح في تسخير دعمه للفئات الفقيرة لمصلحة احترافه السياسي، ولكن المشكلة هي أنه أخذ ينمو على الصعيد السياسي تعارض مع الأحزاب السياسية التي سعت للتأكد من هويته، لتعرف من هو بابلو اسكوبار ومن أين أتى؟ والأهم من هذا كيف حصل على أمواله. فلجأوا إلى السجلات القضائية ليتبين أنه سجن بتهمة تهريب المخدرات عام ستة وسبعين.
كانت ملفات اعتقاله قد فقدت من سجلات المحكمة، كما قتل الشرطيان المسؤولان عن اعتقاله بظروف غامضة، كما لم يتم العثور على القاضي الذي حكم في القضية. تبين حينها أن بابلو اسكوبار جمع ثروته عبر سبل غير قانونية
السجن .. تجربة غريبة
سلم اسكوبار نفسه للسلطات الكولومبية بعد حصوله على ضمانات بعدم تسليمه إلى الولايات المتحدة، وضمن الشروط التي حددها بنفسه للحكومة الكولومبية وقام شخصيا ببناء سجن خاص به عرف بلقب لاكاتيدرال خارج مديين.
وبدل القبول بظروف العيش في السجن العسكري فضل اسكوبار الفرار من سجن لاكاتيدرال لقضاء بقية حياته مطارد من قبل أعدائه الذي لا يعدون.
وتمكن اسكوبار من الفرار عدة مرات بأعجوبة، ولكن عصره كملك الكوكايين قد بلغ نهايته وبعد مضي أكثر من عام على فراره ،  لجأ اسكوبار إلى شقة سكنية في مديين وأثناء حوار أجراه مع ابنه بالهاتف الخليوي، تمكنت الشرطة المختصة من تحديد موقعه.
النهاية المزدوجة ..
حاول اسكوبار الهرب بالقفز من فوق سطح الشقة التي تعرضت للتصدع و تم تبادل إطلاق النار بين الشرطة واسكوبار وكانت النهاية حيث  قتل بابلو إميليو اسكوبار رميا بالرصاص على يد أحد رجال الشرطة يوم الثاني من كانون أول ديسمبر من عام ثلاثة وتسعين، بعد يوم واحد على ذكرى ميلاده الرابعة والأربعين. في النهاية، مات اسكوبار غارقا في دمائه، دون أن ينتعل حذاءه. احتفلت الشرطة في الشوارع، بينما أعلنت عائلته الحداد على موته.
كان مماته شبيه جدا بحياته إذ أن جنازته ازدحمت بفرح أهل الشماتة من أهالي الذي قتلوا على يد رجاله وعصاباته، وحزن عائلته محبيه الذين استفادوا من المساعدات ومعونات التي قدمها عبر أعماله الخيرية الواسعة النطاق.